شروط احتساب نقاط الزيارات الميدانية للمعلمين بالسعودية

كشف المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي في المملكة العربية السعودية عن تحديثات هامة تتعلق باحتساب نقاط التطوير المهني للمعلمين، مشدداً على ضرورة الالتزام بمعايير دقيقة عند تنفيذ الزيارات الميدانية. وأكد المعهد أن إعداد تقرير تفصيلي ومعتمد بعد كل زيارة يعد شرطاً أساسياً لا غنى عنه لاحتساب هذا النشاط ضمن السجل المهني للمعلم، وذلك استناداً إلى الدليل التنظيمي لأنشطة التطوير المهني.
السياق العام: تعزيز كفاءة المعلم في ضوء رؤية 2030
تأتي هذه الاشتراطات الجديدة في إطار الحراك التطويري الشامل الذي يشهده قطاع التعليم في المملكة، والذي يهدف إلى رفع جودة الممارسات التربوية بما يتوافق مع مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية أحد برامج رؤية المملكة 2030. ويسعى المعهد الوطني من خلال هذه الضوابط إلى تحويل الأنشطة اللاصفية والزيارات الميدانية من مجرد إجراءات روتينية إلى فرص حقيقية لتبادل الخبرات ونقل المعرفة، مما يضمن انعكاس أثرها الإيجابي على نواتج التعلم داخل الغرفة الصفية.
الشروط الثلاثة لاعتماد الزيارات الميدانية
أوضح الدليل المعتمد أن قبول الزيارة الميدانية كنشاط تطوير مهني يستوجب استيفاء ثلاثة شروط رئيسية لضمان الجدية وتحقيق الفائدة المرجوة:
- أولاً: الحصول على موافقة الرئيس المباشر للمعلم قبل التنفيذ، وذلك لضمان عدم تعارض الزيارة مع الجدول الدراسي وسير العملية التعليمية في المدرسة.
- ثانياً: التنسيق المسبق والحصول على موافقة الجهة المستضيفة، للتأكد من جاهزيتها لتقديم محتوى مهني نوعي يضيف لخبرات المعلم الزائر.
- ثالثاً: وهو الشرط الأحدث والأكثر أهمية، التزام المعلم بإعداد تقرير شامل ومفصل عقب الزيارة، يتم اعتماده من الرئيس المباشر لتوثيق المكتسبات المعرفية والمهارية.
آلية التنفيذ واحتساب النقاط
فصل المعهد الإجراءات التنفيذية لضمان انسيابية العمل، حيث تبدأ الرحلة بتقديم طلب رسمي عبر القنوات المعتمدة في المدرسة، يليه مراجعة الطلب من قبل اللجان المختصة في إدارة التعليم للتأكد من توافقه مع التخصص والمستوى الوظيفي للمعلم. وعقب تنفيذ الزيارة، يدخل المعلم في مرحلة “ما بعد التنفيذ” التي تتطلب رفع التقرير النهائي. وبناءً على اعتماد هذا التقرير، يتم رصد واحتساب نقاط التطوير المهني وإضافتها إلى رصيد المعلم في النظام الإلكتروني المخصص لذلك.
الأهمية التربوية وتأثير تبادل الخبرات
تكتسب الزيارات الميدانية أهميتها من كونها جسراً لربط النظريات التربوية بالتطبيقات العملية في بيئات متنوعة. فهي تتيح للمعلمين فرصة الاطلاع المباشر على تجارب ناجحة وممارسات مبتكرة قد لا تتوفر في بيئاتهم المدرسية الحالية. ومن المتوقع أن يسهم هذا التنظيم الدقيق في رفع مستوى الاحترافية لدى المعلمين، وتعزيز ثقافة التوثيق المهني، مما يخلق بيئة تعليمية تشاركية تتسم بالتطور المستمر والجودة العالية، وهو ما ينعكس في النهاية على تحسين أداء الطلاب والارتقاء بمنظومة التعليم بشكل عام.



