ضربات روسية تقطع الكهرباء عن 600 ألف أوكراني في كييف وخاركيف

أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية، اليوم السبت، عن تداعيات خطيرة خلفتها الغارات الليلية والضربات الصاروخية المكثفة التي شنتها القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية بين ليل الجمعة وصباح السبت. وأكدت الوزارة أن هذه الهجمات أسفرت عن انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن أكثر من 600 ألف شخص، مما يفاقم الأزمة الإنسانية والمعيشية في البلاد.

وفي تفاصيل البيان الرسمي الصادر عن الوزارة، أوضحت أن العاصمة كييف كانت المتضرر الأكبر من هذه الموجة الجديدة من القصف، حيث بات أكثر من 500 ألف نسمة في المدينة يعيشون في ظلام دامس نتيجة تضرر شبكات التوزيع ومحطات الطاقة. ولم يقتصر الأمر على العاصمة فحسب، بل امتدت الأضرار لتشمل منطقة كييف المحيطة التي سجلت انقطاعاً عن أكثر من 100 ألف شخص، بالإضافة إلى نحو ثمانية آلاف شخص في منطقة خاركيف الاستراتيجية في الشرق.

استراتيجية استهداف البنية التحتية للطاقة

تأتي هذه الضربات في سياق استراتيجية عسكرية روسية مستمرة منذ خريف عام 2022، تهدف إلى شل البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. وتعتمد موسكو في هذا النهج على استخدام مزيج من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة لضرب محطات التوليد وشبكات النقل الكهربائي، مما يضع السلطات الأوكرانية أمام تحديات هائلة لإصلاح الأعطال وضمان استمرار الخدمات الحيوية للمواطنين والمرافق الطبية.

تداعيات إنسانية ومخاوف من شتاء قارس

يثير هذا الانقطاع الواسع للكهرباء مخاوف متزايدة بشأن الوضع الإنساني، خاصة مع اعتماد قطاعات واسعة من السكان على الكهرباء لتشغيل أنظمة التدفئة وإمدادات المياه. وتعتبر هذه الهجمات وسيلة ضغط قوية تؤثر بشكل مباشر على الروح المعنوية للسكان وقدرة الدولة على الصمود، لا سيما في ظل التحذيرات الدولية من صعوبة الأوضاع مع اقتراب المواسم الباردة التي تتطلب استهلاكاً عالياً للطاقة.

السياق الميداني والدولي

ميدانياً، تتزامن هذه الهجمات الجوية مع استمرار المعارك الضارية على الجبهات الشرقية والجنوبية. وتكرر كييف مطالباتها للحلفاء الغربيين بضرورة تعزيز منظومات الدفاع الجوي لحماية أجوائها من الصواريخ الباليستية والمسيرات التي تستهدف العمق الأوكراني. ويشير المراقبون إلى أن استمرار استهداف شبكة الكهرباء يعكس رغبة روسية في استنزاف الموارد الأوكرانية وإبقاء الجبهة الداخلية تحت ضغط مستمر، مما يجعل ملف الطاقة أحد أبرز أوراق الضغط في هذا النزاع المستمر.