دواء جديد لعلاج مرض باركنسون: اكتشاف طبي بجامعة كوينزلاند

في خطوة علمية رائدة قد تغير مسار التعامل مع الأمراض العصبية المزمنة، توصل فريق بحثي بجامعة كوينزلاند الأسترالية إلى اكتشاف دواء جديد واعد لعلاج مرض باركنسون (الشلل الرعاش)، الذي يُصنف كواحد من أكثر اضطرابات الجهاز العصبي تعقيداً وانتشاراً حول العالم. ويأتي هذا الاكتشاف ليعطي بصيص أمل لملايين المرضى الذين يعانون من تدهور القدرات الحركية.
تفاصيل الاكتشاف الطبي الجديد
أوضح الباحث المشرف على الدراسة، إدواردو ألبورنوز بالماسيدا، أن التجارب السريرية والمخبرية التي أجريت كشفت عن فعالية الدواء الجديد في استهداف جذور المشكلة بدلاً من الاكتفاء بمعالجة الأعراض فقط. وأشار إلى أن الدواء أظهر قدرة فائقة على علاج الالتهابات العصبية داخل الدماغ، وهي العملية التي تلعب دوراً رئيسياً في تفاقم المرض.
وتكمن أهمية هذا العلاج في قدرته على إيقاف تدهور الخلايا المسؤولة عن إفراز الدوبامين، وهو الناقل العصبي الأساسي للتحكم في الحركة والتحفيز. وقد أدت التجارب إلى نتائج ملموسة تمثلت في انخفاض واضح في مستويات الالتهاب العصبي، مما انعكس إيجابياً على تحسن القدرة الحركية وحماية الخلايا الدماغية من التلف المستمر.
تقنيات متطورة ورؤية مستقبلية
اعتمد الفريق البحثي في دراسته على تقنيات تصوير مزدوجة عالية الدقة، جمعت بين التصوير المقطعي بانبعاث البوزيترون (PET) والرنين المغناطيسي (MRI). وأكد الباحثون أن ما يميز هذا التقدم العلمي هو إتاحة الفرصة لرؤية تأثير العلاج بشكل مباشر داخل الدماغ، مما يمهد الطريق لتطوير مسارات علاجية مستقبلية تهدف ليس فقط لتقليل الأعراض، بل لإبطاء تقدم المرض بشكل جذري على المدى الطويل.
خلفية عن مرض باركنسون وتأثيره العالمي
يُعد مرض باركنسون اضطراباً تنكسياً في الجهاز العصبي يؤثر بشكل أساسي على الحركة. وتحدث الإصابة به نتيجة نقص مادة الدوبامين في الدماغ، مما يؤدي إلى أعراض تشمل الرعشة، وتيبس العضلات، وبطء الحركة، واختلال التوازن. تاريخياً، كانت العلاجات المتاحة تركز بشكل أساسي على تعويض نقص الدوبامين دون القدرة على وقف موت الخلايا العصبية.
وتشير الإحصائيات المرتبطة بالدراسة إلى أن المرض يمثل تحدياً صحياً عالمياً، حيث يتعايش معه أكثر من 150 ألف شخص في أستراليا وحدها، بينما تشير التقديرات إلى وجود نحو 25 مليون حالة حول العالم، مما يضع عبئاً كبيراً على الأنظمة الصحية والاقتصادية. لذا، فإن التوصل إلى دواء يحمي الخلايا العصبية يمثل نقلة نوعية قد تساهم في تحسين جودة حياة الملايين وتقليل الأعباء المترتبة على الرعاية طويلة الأمد.



