انطلاق مؤتمر الطوارئ النووية والإشعاعية في الرياض بمشاركة 100 دولة

انطلقت اليوم في العاصمة السعودية الرياض، أعمال المؤتمر الدولي للتأهّب والاستجابة للطوارئ النووية والإشعاعية (EPR2025)، في حدث عالمي بارز تنظمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتعاون الاستراتيجي مع هيئة الرقابة النووية والإشعاعية بالمملكة. ويأتي هذا الحدث ليؤكد الدور المتنامي للمملكة العربية السعودية في المشهد النووي السلمي العالمي.
أهمية استراتيجية وتوقيت حاسم
يأتي انعقاد هذا المؤتمر تحت شعار "الطوارئ النووية والإشعاعية.. بناء المستقبل في عالم متطور"، في وقت يشهد فيه العالم اهتماماً متزايداً بالطاقة النووية كخيار استراتيجي للطاقة النظيفة. وتكتسب استضافة الرياض لهذا الحدث أهمية خاصة، حيث تعد هذه المرة الأولى التي يُنظَّم فيها المؤتمر خارج مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يعكس الثقة الدولية في البنية التحتية التنظيمية للمملكة وجديتها في تطبيق أعلى معايير الأمان النووي، تماشياً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تولي اهتماماً كبيراً للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.
مشاركة عالمية وتبادل للخبرات
يشهد المؤتمر زخماً دولياً كبيراً، حيث تستمر أعماله لمدة أربعة أيام بمشاركة وفود رسمية وخبراء يمثلون أكثر من 100 دولة حول العالم. ويتضمن الجدول العلمي للمؤتمر:
- أكثر من 120 ورقة علمية متخصصة تناقش أحدث المستجدات في مجال الطوارئ النووية.
- عرض 100 ملصق علمي (بوستر) يستعرض أبحاثاً ودراسات حديثة.
- جلسات حوارية موسعة بمشاركة أكثر من 700 مختص وخبير.
- حضور ممثلين عن أكثر من 6 منظمات دولية كبرى.
تعزيز الجاهزية والاستجابة الدولية
أكدت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية خلال حفل الافتتاح أن مفهوم الاستعداد للطوارئ لم يعد ثابتاً، بل هو عملية ديناميكية تتطور باستمرار لتواكب التقنيات الحديثة والمخاطر المستجدة. ويهدف المؤتمر إلى استعراض أفضل الممارسات العالمية لتعزيز مستوى الجاهزية، وضمان استجابة فعالة وسريعة لأي طوارئ نووية أو إشعاعية محتملة، بما يضمن حماية الإنسان والبيئة.
معرض تقني وشراكات مستقبلية
يصاحب المؤتمر معرض متخصص تشارك فيه جهات وطنية ودولية، بالإضافة إلى كبرى الشركات العالمية التي تستعرض أحدث منتجاتها التقنية والحلول المبتكرة التي تساهم في رفع فاعلية الاستجابة للطوارئ. وتعد هذه المنصة فرصة مثالية لتبادل الخبرات بين الدول، وتعزيز شبكات التكامل الدولية التي تشرف عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي تلعب المملكة فيها دوراً فاعلاً ومحورياً.
ومن جانبها، شددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أهمية بناء قدرات وطنية مستدامة، وتعزيز منظومات الاستجابة العابرة للحدود، مؤكدة أن الأمان النووي مسؤولية جماعية تتطلب تعاوناً وثيقاً بين الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمعات العلمية.



