مخاطر أجهزة الليزر على العين: تحذير من فقدان البصر الدائم

أطلق اختصاصي طب وجراحة العيون، الدكتور محمد نادر، تحذيراً طبياً شديد اللهجة عبر صحيفة «اليوم» حول المخاطر الجسيمة التي تشكلها أجهزة الليزر الصغيرة (Laser Pointers) ومؤشرات الليزر الترفيهية، مشيراً إلى أن الاستخدام العشوائي لهذه الأجهزة قد يكلف الإنسان بصره في أقل من ثانية واحدة.
آلية الإصابة: كيف يحرق الضوء شبكية العين؟
أوضح الدكتور نادر أن الخطورة تكمن في الطبيعة الفيزيائية لشعاع الليزر؛ فهو ضوء عالي التركيز والطاقة. عند توجيه هذا الشعاع نحو العين، تعمل القرنية والعدسة كعدسة مكبرة طبيعية، حيث تقوم بتجميع هذه الطاقة الضوئية وتركيزها بدقة متناهية على نقطة صغيرة جداً في مركز الإبصار (الشبكية). هذه العملية ترفع كثافة الطاقة آلاف المرات، مما يؤدي إلى حرق حراري فوري وتلف كيميائي ضوئي للخلايا المستقبلة للضوء.
وأضاف: «المشكلة الكبرى تكمن في أن شبكية العين لا تحتوي على مستقبلات للألم، مما يعني أن الشخص المصاب، وخاصة الأطفال، قد يتعرضون لحرق في الشبكية دون أن يشعروا بأي ألم لحظي، ولا يدركون الكارثة إلا بعد تدهور الرؤية».
تصنيفات الليزر والأسواق غير المنظمة
وفي سياق التوسع حول أنواع هذه الأجهزة، أشار المختصون إلى أن الليزر يصنف دولياً إلى عدة فئات (Classes). الفئتان Class 1 و Class 2 تعتبران آمنتين نسبياً للاستخدام البشري العارض، حيث تغلق العين تلقائياً (رمش العين) قبل حدوث الضرر. ومع ذلك، فإن الأسواق الموازية والمتاجر الإلكترونية باتت تعج بأجهزة من فئات Class 3A و Class 3B، وحتى Class 4 المخصصة للأغراض الصناعية والحربية والطبية، وتباع بأسعار زهيدة كألعاب للأطفال.
وأكد الدكتور نادر أن الكثير من الأجهزة المستوردة رخيصة الثمن لا تحمل ملصقات تصنيف دقيقة، وقد تكون قوتها الفعلية أضعاف ما هو معلن عنه، مما يجعلها أدوات خطرة للغاية في أيدي غير المتخصصين.
الأعراض والعلامات التحذيرية
بيّن الدكتور نادر أن الإصابة قد تظهر فوراً أو تتطور خلال ساعات، وتشمل الأعراض:
- ظهور بقعة سوداء ثابتة (عتمة) في مركز مجال الرؤية.
- تشوش مفاجئ في النظر وصعوبة في القراءة أو تمييز الوجوه.
- رؤية الخطوط المستقيمة وكأنها متعرجة أو متموجة.
وشدد على ضرورة التوجه الفوري لطبيب العيون عند التعرض لشعاع ليزر مباشر، لإجراء فحوصات دقيقة مثل تصوير مقطعي للشبكية (OCT) لتحديد حجم الضرر، رغم أن خلايا الشبكية التالفة غالباً لا تتجدد، مما يجعل الوقاية هي العلاج الوحيد.
مسؤولية مجتمعية وحماية الأطفال
اختتم الدكتور حديثه بالتأكيد على أن حماية الأطفال هي مسؤولية مشتركة بين الأسرة والجهات الرقابية. ونصح بتجنب شراء أي جهاز ليزر لا يحمل بيانات واضحة عن الشركة المصنعة وقوة الشعاع، والابتعاد تماماً عن الليزر ذو اللون الأخضر للأغراض الترفيهية كونه غالباً ما يكون عالي الطاقة وأكثر خطورة على العين البشرية مقارنة بالليزر الأحمر التقليدي.



