ختام منتدى القطاع غير الربحي بالرياض: 43 اتفاقية ومبادرات عالمية

اختتمت العاصمة السعودية الرياض أعمال النسخة الأولى من منتدى القطاع غير الربحي الدولي (Beyond Profit)، الذي نظمه المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، مسجلاً حضوراً لافتاً تجاوز 3,800 مشارك من القادة والخبراء وصناع القرار، في حدث يمثل نقطة تحول استراتيجية لمستقبل العمل التنموي والاجتماعي في المملكة والمنطقة.

سياق استراتيجي ورؤية طموحة

يأتي انعقاد هذا المنتدى في توقيت حيوي يتزامن مع الحراك التنموي الشامل الذي تشهده المملكة العربية السعودية في ضوء رؤية 2030. ويهدف القطاع غير الربحي ليكون ركيزة أساسية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تسعى الرؤية لرفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 5%، والوصول إلى مليون متطوع بحلول عام 2030. ويُعد هذا المنتدى ترجمة عملية لهذه المستهدفات، من خلال توفير منصة عالمية لتبادل الخبرات وبناء الشراكات التي تعزز من كفاءة واستدامة المنظمات غير الربحية.

شراكات واتفاقيات لتعزيز البنية التحتية للقطاع

شهد المنتدى حراكاً واسعاً على صعيد الشراكات، حيث تم توقيع أكثر من 43 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين جهات حكومية، وخاصة، وغير ربحية. ركزت هذه الاتفاقيات على مجالات حيوية تشمل:

• التطوير المؤسسي ورفع كفاءة التشغيل.
• التحول الرقمي وإدارة البيانات لتعزيز الشفافية.
• دعم البحث العلمي وتنمية القدرات البشرية.

كما أعلن المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي عن مبادرتين نوعيتين: مبادرة تأمين القطاع غير الربحي (وسق)، ومبادرة جوائز البحث في القطاع غير الربحي، اللتين تهدفان إلى توفير بيئة عمل آمنة ومحفزة للابتكار.

حضور دولي ومشاركة واسعة

على مدى ثلاثة أيام، استضاف المنتدى أكثر من 100 متحدث من داخل المملكة وخارجها، شاركوا في أكثر من 30 جلسة حوارية و25 ورشة عمل متخصصة. ناقش المشاركون سبل تعزيز الأثر الاقتصادي والاجتماعي للقطاع، واستعرضوا أفضل الممارسات العالمية في مجال الاستثمار الاجتماعي والحوكمة.

تزامن مع اليوم العالمي للتطوع

في لفتة رمزية ذات دلالة، تزامن ختام أعمال المنتدى مع اليوم العالمي للتطوع الموافق 5 ديسمبر. وبهذه المناسبة، أقيم حفل “الجائزة الوطنية للعمل التطوعي”، حيث تم تكريم 37 فائزاً في مسارات متنوعة شملت الأفراد، والجهات، والمبادرات التطوعية. كما دشن المركز شبكة تطوع الشركات، في خطوة تهدف إلى مأسسة العمل التطوعي في القطاع الخاص وربطه بأهداف التنمية المستدامة.

الأثر المتوقع ومستقبل القطاع

أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، أحمد بن علي السويلم، أن المنتدى يعكس التزام المملكة بقيادة التحول العالمي في هذا القطاع. ومن المتوقع أن تسهم مخرجات المنتدى في:

• جذب استثمارات اجتماعية جديدة وتفعيل قواعد الاستثمار ذي الأثر الاجتماعي.
• تعزيز ثقافة العطاء والمشاركة المجتمعية بشكل أكثر احترافية.
• ترسيخ مكانة الرياض كمركز دولي للابتكار في الحلول الاجتماعية والتنموية.

بإسدال الستار على هذه النسخة، تؤكد المملكة مضيها قدماً نحو بناء قطاع غير ربحي ممكن، وفعال، ومؤثر، يساهم بفاعلية في مواجهة التحديات التنموية ويحقق جودة الحياة لكافة أفراد المجتمع.