السديس يثمن جهود المتطوعين في الحرمين بمناسبة يوم التطوع العالمي

أشاد رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بالجهود العظيمة والتضحيات النبيلة التي يقدمها المتطوعون والمتطوعات في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين، مؤكداً أن تفانيهم يجسد أسمى معاني البذل والعطاء.

جاء ذلك تزامناً مع الاحتفاء بـ "اليوم العالمي للتطوع"، حيث أوضح معاليه أن هذه المناسبة ليست مجرد حدث سنوي، بل هي فرصة لتسليط الضوء على قيمة إنسانية عميقة تجذرت في هوية المملكة العربية السعودية، وارتبطت وثيقاً بمنظومة العمل الديني والخدمي داخل أطهر البقاع.

قيمة إسلامية وإرث تاريخي

وأكد الشيخ السديس أن العمل التطوعي في رسالته ومقاصده يمثل قيمة راسخة في الشريعة الإسلامية الغراء، ومظهراً أصيلاً من مظاهر التكافل الاجتماعي. ولفت إلى أن خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار هي امتداد لإرث تاريخي عريق عرفت به هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها، حيث يتسابق أبناء الوطن لنيل شرف خدمة ضيوف الرحمن، طمعاً في الأجر والمثوبة، وتعبيراً عن كرم الضيافة العربية والإسلامية.

التطوع ورؤية المملكة 2030

وفي سياق الحديث عن الأهمية الاستراتيجية للتطوع، أشار السديس إلى أن ما يقدمه المتطوعون من أعمال نوعية في المسجد الحرام والمسجد النبوي يسهم بشكل مباشر في تطوير منظومة الخدمات الدينية والميدانية. وأوضح أن هذه الجهود تأتي ترجمة عملية لتوجيهات القيادة الرشيدة -حفظها الله- التي أولت العمل التطوعي اهتماماً استثنائياً ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، والتي تطمح للوصول إلى مليون متطوع، مما يجعل من الحرمين الشريفين بيئة خصبة ونموذجية لتحقيق هذه التطلعات الوطنية الطموحة.

تمكين وتأهيل لخدمة احترافية

وشدد معاليه على أن رئاسة الشؤون الدينية تولي ملف التطوع أولوية قصوى، ليس فقط من خلال استقطاب المتطوعين، بل عبر تمكينهم وتأهيلهم وتوفير البرامج التدريبية المتخصصة. وتهدف هذه البرامج إلى تعزيز مهاراتهم ورفع جودة مخرجاتهم، بما يضمن تقديم خدمات احترافية تليق بقدسية المكان وتفتح لهم آفاقاً أرحب لخدمة القاصدين.

واختتم الشيخ السديس حديثه بتقديم الشكر والدعاء للمتطوعين والمتطوعات، مبيناً أن أثر جهودهم يتجلى يومياً في ساحات الحرمين وأروقتهما عبر خدمات ميدانية متكاملة تعزز الانسيابية والسكينة والطمأنينة لدى الزوار والمعتمرين، سائلاً الله أن يجزيهم خير الجزاء، وأن يديم على المملكة نعمة الأمن والإيمان.